سقوط امبراطورية ترامب وهيبة امريكا
يشهد تاريخ الولاية المتحدة الأمريكية نكبة سياسية خطيرة لم تمر بها قط سياسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيس دولة امريكا.
أشرقت شمس هذه النكبة في منتصف عام 2016 حيث بدأت الحملات الانتخابية في السباق نحو البيت الأبيض الذي تصارع من أجله كل من كلينتون من حزب الديمقراطي، وترامب من حزب الجمهوري.
دونالد ترامب الملياردير الشهير الذي اعتاد على الرهان في حلبة المصارعة قبل أقل من عقد من الزمن ما إن دخل عالم السياسة متخبطا ما بينها وبين الأعمال كما أشتهر بخطاباته العنصرية التي تعود إلى منتصف القرن الماضي مفضلا البيض على السود، معلنًا في حملته الانتخابية إعلاء الجدار على وجه المكسيك وتعهد في الوقت نفسه توفير فرص العمل للشباب من الأميركيين البيض، فضلا عن امتداد امبراطوريته إلى دول الخليج، إلى جانب جعل القدس عاصمة لإسرائيل.
وسرعان ما إن أخذت البيض واليهود حمية الجاهلية على أملٍ منهم بتحقيق وعود الترامبية، وقلبت نتائج الانتخابات لصالح الملياردير صاحب النظرات الثاقبة ونبرات كوبوي بمقولته الشهيرة الأمريكية اولا
اعتلى ترامب سدة الحكم بتاريخ 20 يناير 2017 وجهر بمعاداته للإعلاميين، متخذا من منصة تويتر منبراً لإعلان قراراته وعزل منتقديه بدءا من مستشار الأمن القومي ميكال فلاينغ ، وفرض الحظر لدول ذات الأغلبية المسلمة باعتبارها دولآ راعية للإرهاب.
بعد استقراره على كرسي جاء بمدئ أدفع لنحميك وإلا فليس لك نصيب من الاحتماء، تحت امبراطوريته الممتدة إلى الخليج العربي معلنا عن ذلك بمقولته المعتادة بليون دولارس.
انتهج صاحب القلعة الإمبراطور ترامب منهج الحفاظ على مصلحة أمريكا منسوب منسحبا بلاده من الاتفاقية الدولية، المتعلقة بتغيير المناخ، فضلاً عن فرض مزيد من العقوبات لطهران من أجل ردعها واجبارها للتراجع عن امتلاك الأسلحة النووية.
وعند زيارته للرياض تسبب بخلق مساحة عدوانية بين دول الخليج واتُهمت قطر برعاية الإرهاب واهتز أركان البيت الخليجي واتبعتهما البحرين ومصر الأفرقية.
وتقلبت شمس امبراطورية ترامب ما بين فضيحة وأخرى .
ومع ظهور كوفيد 19 اتخذ الملياردير موقف المدافع موصفا الفيروس بالفيروس الصيني، كماأبدى شكوكا في نزاهة منظمة الصحة العالمية في أمر الجائحة.
توارت إدارته وراء كلمة الفيروس الصيني، مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين في أمريكا أرقاما قياسية في عدد الإصابات التي بدورها أظهرت فشل إدارة الإمبراطور في التصدي للفيروس.
بينما لم تستطع إدارة ترامب صون حياة السود وقيمتهم مما جعل بعض السود يلقون حتفهم على يد البيض بأسباب عنصرية وما شاكلها وخير مثال قتل جورج فلويد الذي هز امريكا والعالم.
فضيحة تعقبها أخرى…
بدأ جدار قلعة الإمبراطور بالإنهيار بعد تنبأ ترامب بإطاحة ملكه من قبل الديمقراطيين بتلفيف نتائج الانتخابات لصالحهم للوصول الى سدة الحكم مع انطلاقة الانتخاب الرئاسية لعام 2020 م، والتي وصفها الملياردير بغير النزيهة مطالبا بإعادة فرز الأصوات ولو بمليارات من الدولار وإلا يصل الأمر إلى القضاء، فيرى الإمبراطور أسوار قلعته تتفتت يوما بعد يوم ويقف حائرا وخائفا يترقب، فيخطط لعرقلة جلسات كونفراس التي تحسم النتيجة لصالح بايدن.
اقتحم ستة مجموعات من مشاغبين الكونغرس في ال06 من يناير 2021 مما تسبب بسقوط تاج الإمبراطور، وتفقد أمريكا مكانتها وهيبتها كاقوى دولة في العالم ورائدة للديمقراطية.
سقط ترامب واسقط معه هيبة دولته وأظهر مدى تهوره وتمسكه بالسلطة ولو عن غير إرادة الشعب، أمريكا تُخترق داخليا وعلى يد رموز النظام، واليوم تدخل أمريكا تاريخا جديدا وبثوب آخر.
واخيرا سقط ترامب وسقطت معه امبرطورية الترمبية الفاشلة، وانطوت صفحته وعادت مياه الخليج إلى مجاريها، وقد تم لم شمل الأشقاء لا ادفع نحميك ولا فلان رائد للإرهاب وسودان غير رائدة للإرهاب، وطالبان قادرة على إدارة أزماتها الداخلة من دون تدخل خارجي.
ذهب ترامب وبقيت أمريكا، فهل ياترى إدارة بايدن قادرة على إعادة هيبة أمريكا ومكانتها في المحافل الدولية؟ ام انها تنتظر عقدين من الزمن حتى تتحول من دولة فاشلة ديمقراطيا إلى قوة عظمى مجدداً؟
فبداية الولادة من طلقة أمريكا بصفحة جديدة يوم 20 من يناير 2021 ميلاد إدارة جديدة ورؤية مختلفة، هل يكرر الرئيس المنتخب « امريكا اولا وبليون دولارس » ام ان الدولة تسع للأجانب والسود فالزمن كفيل بكشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف.
الطيب أبكر آدم