حين يُباع الشرف بثمنٍ بخس- صرخة في وجه الفساد الأخلاقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك تساؤلات كثيرة يجب أن نطرحها على أنفسنا بصراحة:
هل ما نقوم به اليوم يُعدّ إنجازًا نفتخر به أمام الناس؟ هل ما نظنه حرية وتميّزًا هو في الحقيقة رفعةٌ لنا ومصدر اعتزاز؟
أختي العزيزة…
قد تملكين أغلى هاتف وأفخم لباس، وقد يراك الناس فتاة مثقفة واعية، لكن هل أنتِ حقًا سعيدة؟ هل يهنأ لكِ بال وضميركِ مرتاح؟
اعلمي أن كل مظاهر الرفاهية لا تمنحكِ راحة الضمير، ولا تشعركِ بالاكتفاء، لأن ما فُقد هو القيمة، وما ضاع هو الحياء.
فكّري قليلًا…
ماذا عن والدكِ الذي تعب لأجلك؟ ذاك الذي سهر الليالي ليؤمّن لكِ لقمة العيش الكريمة؟ هل جزاؤه أن يُهان اسمه ويُباع شرفه لأجل وهمٍ زائل؟
هل فكرتِ في وجعه حين يعلم أن ابنته فرّطت بأغلى ما تملك لأجل نزوة عابرة؟
واعلمي أن من يعبث بكِ لا يراكِ إلا لحظة نزوة، لا حبًا ولا رغبة في زواج أو استقرار.
أنتِ الخاسرة وحدكِ، يا من بعتِ كرامتكِ مقابل سرابٍ زائل، وضيّعتِ نفسكِ في سبيل إعجابٍ مؤقت.
لقد تأثرتِ – يا أختي – بثقافة غريبة عن ديننا ومجتمعنا، ثقافةٍ ترفع شعار الحرية لكنها في حقيقتها عبودية من نوعٍ آخر.
فالغرب الذي تقلّدينه لا يجعل من انحلال الأخلاق وسيلة للنجاح، بل يقدّر المرأة العاملة والمثقفة والمبدعة، لا الراقصة أو العابثة على مواقع التواصل.
صوني نفسكِ، وارفعي مكانتكِ، وعيشي ملكةً بكرامتكِ لا بجسدكِ.
إن رزقكِ مكتوب، لن يأخذه غيركِ، فاختاري طريق العزة على درب الذل، والكرامة على حساب المتعة العابرة.
أما أنتِ يا أمّاه…
فأنتِ الأساس والركيزة الأولى في بناء الأسرة، ولكن أين دوركِ اليوم؟
كم من أمٍّ دفعت ابنتها إلى التهلكة بدافع الطمع أو المقارنة بالآخرين؟
كم من أمٍّ رفضت خاطبًا صالحًا لأنه “لا يناسب مستوى ابنتها”، فكانت سببًا في ضياعها؟
يا أمي، ألم يكن زواجكِ يومًا بسيطًا متواضعًا؟ ألم يكن
أساسه الستر والمحبة؟
فلماذا اليوم أصبح المهر هاتفًا غاليًا أو مبلغًا فاحشًا؟ أهذه هي الأمومة التي أوصانا بها الله؟
لقد ضاعت قيم كثيرة في زمنٍ اختلطت فيه المفاهيم، وتبدّلت فيه الموازين.
صرنا نقيس الشرف بالمال، ونقيس النجاح بالمظاهر، وننسى أن الكرامة لا تُشترى، وأن العفة تاج لا يُقلّد إلا من يخاف الله.
فلنعد جميعًا إلى رشدنا…
ولنكن سندًا لبعضنا في طريق الهداية والإصلاح.
ولنرفع أيدينا إلى السماء داعين الله أن يُصلح أحوالنا، ويهدي أبناءنا وبناتنا، ويزرع في قلوبهم التقوى والحياء، فبصلاحهم تصلح الأمة.
بقلم: الصحفية
عائشة تجاني صوصل