العيد الوطني للشباب: بين الإحباط وومضةالتميز »
#مقال #رأي للطالب أبوبكر بشر محمد طالب بجامعة أنجمينا يكتب عن العيد الوطني للشباب.
بمناسبة العيد الوطني للشباب (الدورة 26)، أقيمت ندوة شبابية في وزارة الخارجية امتدت لـ 72 ساعة. كمتحدث ومشارك، كانت لي وقفات متأملة مع ما جرى، وأرى أن مشاركة انطباعاتي قد تفتح بابًا للنقاش حول فعاليات الشباب وطريقة تقديمها.
الجانب المخيب:
للأمانة، الغالبية العظمى من المحتوى المقدم كان « كلامًا شبه فارغ »، إن صح التعبير. بعض المتحدثين لم يحضروا أصلاً، وآخرون اكتفوا بصياغة أعذار أو سرد تجارب شخصية مكررة بلا عمق. حتى التوصيات كانت تقليدية إلى حدّ الإرهاق: « اجتهدوا، لا تعتمدوا على الوظيفة العامة، ابدعوا… » – كلمات تُقال دائمًا دون آلية تطبيق واضحة أو رؤية جديدة.
ومضة التميز:
لكن وسط هذا الركام، برز الأستاذ آدم إسماعيل (مدير الجلسة) كنجم لامع. أدهشني بأسلوبه الذكي، وقدرته الفذة على إدارة الحوار، وتحويل الجلسة – رغم حضور وزراء ومسؤولين – إلى حوار شبابي حيوي. كان يتقن فن التحكم في وتيرة النقاش، يوجّه الأسئلة بذكاء، ويجعل الكلام العادي ممتعًا. هنا أدركت أن « الإلقاء الجيد » قد ينقذ محتوىً ضعيفًا، وأن مهارات القيادة الحقيقية تُحدث الفرق حتى في أصعب الظروف.
[رسالتي]:
1. للقيّمين على الفعاليات:الشباب يحتاجون لـمحتوى عملي، لا شعارات. نريد ورش عمل، خططًا قابلة للتنفيذ، ونماذج ملهمة حقًا، لا مجرد كلام منمق.
2. للأستاذ آدم إسماعيل: شكرًا لك! لقد كنتَ مثالاً يُحتذى في كيفية إدارة الحوار باقتدار. وقد صدق رسول الله ﷺ حين قال: « مَن لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ ».
3. للشباب: ابحثوا عن « الجواهر المخفية » حتى في الفعاليات غير المُرضية، فالعبرة قد تأتي من حيث لا تتوقعون.
[ختامًا]:
النقد ليس هدمًا، بل مساهمة في البناء. أتمنى أن تُؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في المستقبل، وأن نرى فعاليات تُرضي طموح شبابنا الواعي.